اعلان ادسنس

30‏/06‏/2015

تربية الابقار.ملف كامل عن طريقة تربية الأبقار.نصائح للفلاحين لانشاء مزرعة ابقار ناجحة


الأبقار أكثر حيوانات المزرعة أهمية. ويستهلك الإنسان لحم الأبقار والعجول مسلوقًا أو مشويًا أو على هيئة هامبورجر أو سجق. ويشرب الكثيرون حليب الأبقار أو يستخدمونه في تصنيع الزبدة والجبن والآيسكريم. كما تستخدم جلود الأبقار في صناعة الأحذية. وتعتبر الأبقار مصدرًا للمواد التي تستخدم في صناعة الأدوية والصابون والغراء.
وتستخدم الأبقار في بعض الدول مصدرًا للطاقة حيث تستخدم في سحب المحاريث والعربات والحافلات.
وفي بعض مناطق العالم، تقدر ثروة الأسرة طبقًا لعدد الأبقار التي تملكها.
الأبقار لها أجسام كبيرة وذيول طويلة وأظلاف مشقوقة ، ولبعض الأبقار قرون. وتجترّ الأبقار طعامها لهضمه. فبعد أن تمضغ الطعام وتبلعه تسترجعه من معدتها التي يوجد بها أربعة أقسام، وتمضغه مرة أخرى. وهذا الطعام الذي يتم بلعه مرة واحدة يسمّى الجِرَّة ، ولذلك تسمى عملية إعادة المضغ اجترارًا .
وتتجول الأبقار وترعى في المراعي الخضراء وفي السهول. وخُوارها غالبًا ما يكسر صمت الريف.
وتربى الأبقار عادة لإنتاج اللحم أو الحليب، كما أن هناك أنواعًا تُربى للغرضين معًا.
وتربى الأبقار في جميع قارات العالم، وتعيش في المناطق الباردة مثل آيسلندا، وفي البلدان الحارة مثل الهند.
ويعتقد الهندوس في الهند أن الأبقار حيوانات مقدسة يعبدونها ولا يذبحونها ولا يأكلون لحومها.
تعدُّ الأبقار أقل الحيوانات المستأنسة ذكاء. وفي بعض الأحيان يطلق الناس أسماء معينة على الأبقار ولكن نادرًا ما تستجيب الأبقار لهذه الأسماء، كما هو الحال مع بعض الحيوانات الأخرى مثل:
الخيول والكلاب. وتعني كلمة الأبقار عادة: البقر والثيران والعجول. والبقرة هي الأنثى والثور هو الذكر.
والخصي هو ثور أزيلت خصاه. وتسمى صغار البقر عجولاً ؛ والذكر عِجْل والأنثى عِجْلة وتعرف مجموعة الأبقار بالقطيع .
وأبقار اللحم وأبقار الحليب التي يمكن تتبع أسلافها وأصولها حتى سلالة المنشأ، يُطلق عليها اسم سلالة نقية معروفة النسب .
والحيوان المسجل هو الذي دوّن تاريخ نشأته ونشأة سلالته بالإضافة إلى توثيق ذلك وراثيًا (سلاليًا) عن طريق سجلات التربية . وليست كل أبقار السلالة النقية مسجلة، فبعض المزارعين لا يقومون بتسجيل أبقارهم.


للأبقار أجسام قوية خاصة عند النمو الكامل. ومعظم الأبقار يصل ارتفاعها إلى حوالي 1,5م. وتزن الأبقار ما بين 400 و 900 كجم. وقد تزن الثيران 900 كجم أو أكثر. والكثير من الأبقار له طبقة من الشعر يتراوح لونها بين الأسود والأبيض أو الأحمر، والبعض الآخر له وبر بدرجات متفاوتة من هذه الألوان. ولمعظم الأبقار إهاب ذو شعر قصير يصبح أكثر كثافة وطولاً إلى حد ما خلال الشتاء. وقليل من السلالات لها شعر طويل.
وشعر أبقار جالوي الطويل الخشن يُمكِّنُها من تحمل الطقس الشديد البرودة في أسكتلندا، حيث نشأت هذه السلالة وحيث يُربى معظمها الآن. وللأبقار أيضًا ذيول طويلة تستخدمها لطرد الحشرات.
الأسنان. للأبقار البالغة 32 سنًا، 8 في مقدمة الفك السفلي و 12 في مؤخرته و 12 في مؤخرة الفك العلوي. ولا تستطيع البقرة قضم العشب؛ لأنها لا تملك أسنانًا قاطعة في مقدمة فكها العلوي. ويتعين عليها تقطيع العشب عن طريق تحريك رأسها وتجترّ الأبقار غذاءها بوساطة أضراسها.
القرون. قرون الأبقار جوفاء وغير متفرعة، كما هو الحال في بعض الحيوانات ذات القرون الأخرى مثل الغزلان. والأبقار التي تولد بدون قرون تسمى جمّاء أو جَلْحَاء (العديمة القرون). وقد زاد ملاك الأبقار من عدد الأبقار الجماء عن طريق عملية الانتخاب.
ويقوم المزارعون بإزالة القرون من معظم الأبقار حتى يمنعوها من إيذاء الأبقار الأخرى أو الناس. وتتم إزالة القرون عن طريق المواد الكيميائية أو عن طريق قضيب ساخن أو آلة قطع. وفي معظم الحالات تتم الإزالة عندما يكون عمر العجل أقل من ثلاثة أسابيع.
معدة البقرة تتألف من أربعة تجاويف. يدخل الطعام أولا إلى الجزءين المؤشرين بالخط الأحمر، ثم تعيد البقرة مضغ الطعام الذي يعود من خلال الممر المبين بالخط الأزرق.
وقد كبّرت معدة الحيوان بحجم أكبر من شكلها الحقيقي لبيان كيفية حركة الطعام داخلها.
المعدة. تتكون معدة الأبقار من أربعة أقسام. وهذا التكوين يمكنها من إرجاع الطعام المبلوع إلى أفواهها ليُمضغ ويبلع مرة أخرى. والحيوانات التي لها مثل هذه المعدة تسمى المجترات.
انظر: المجتر، الحيوان. وهذه الأقسام الأربعة هي المعدة الأولى (الكرش)، المعدة الثانية (القلنسوة)، المعدة الثالثة (أم التلافيف) والمعدة الرابعة (الأنفحة) وهي المعدة الحقيقية.
وعندما تأكل الأبقار، تمضغ طعامها أولاً بدرجة تمكنها من بلعه فقط. ويمر الطعام من خلال المريء إلى داخل المعدة الأولى. وتمثل المعدة الأولى والمعدة الثانية منطقة تخزينية كبيرة. وفي هذه المنطقة يُخلط الطعام ويُرقَّق، وفي الوقت نفسه تقوم الكائنات الدقيقة بتكسير المواد الكربوهيدراتية المركبة، وتحويلها إلى مواد كربوهيدراتية بسيطة، مثل السكريات والنشويات، وهذه تُعدّ المصدر الرئيسي للطاقة عند الحيوان. كذلك تُكوِّن الكائنات الدقيقة البروتين والعديد من فيتامينات (ب) المركبة.
وبعد أن يتم خلط الطعام الصلب وترقيقه، ترجعه عضلات المعدة إلى فم الحيوان. ويمضغ الحيوان هذه الجرة مرة أخرى ويـبلعها. وترجع الجرة المبلوعة إلى المعدة الأولى والمعدة الثانية حيث يمر الطعام بعملية تكسير كيميائية أخرى. ومن ثم ينتقل الطعام والسوائل إلى أسفل، داخل المعدة الثالثة حيث يتم امتصاص معظم الماء، وبعد ذلك يدخل الطعام إلى المعدة الرابعة.
وتفرز جدران المعدة الرابعة عصارات هضمية، وهذه العصارات تهضم الطعام مرة أخرى. وتوصف المعدة الرابعة بأنها المعدة الحقيقية؛ لأنها تعمل إلى حد كبير بالطريقة نفسها التي تعمل بها معدات الحيوانات غير المجترة. وبعد ذلك ينتقل الطعام من المعدة إلى الأمعاء حيث يتم استكمال الهضم والامتصاص.
الضرع. للبقرة ضرع يحفظ حليبها وهو عضو معلق يتدلى من جسم البقرة بين الأرجل الخلفية وأمامها. وللضرع أربعة أقسام تحوي الحليب. وعندما تُحلب البقرة باليد يتسبب الضغط في انبجاس الحليب إلى خارج الضرع من خلال حلمات كبيرة. وفي الكثير من البلدان يستخدم المزارعون اليوم آلات حلب كهربائية تمتص الحليب من ضرع البقرة وتنقله إلى وعاء. انظر: الحلابة. وأبقار اللحم التي تدر الحليب لعجولها فقط، لها ضرع أصغر من ضرع أبقار الحليب.


ترعى معظم أبقار اللحم في مساحات كبيرة من الأراضي العشبية المفتوحة، غير الصالحة لزراعة المحاصيل. وتمكن هذه الطريقة المزارعين من تزويد مزارعهم بالماشية دون استخدام أعداد كبيرة من العمال أو أعلاف ومعدات مكلفة. ويتم استيلاد أبقار اللحم في ظل مثل هذه الظروف، وهذه السلالات من أبقار اللحم سريعة النمو مقارنة بأبقار الحليب إلا أن إنتاجها من الحليب أقل،
ومع ذلك فإن الثيران والعجول التي في مزارع الألبان تقدِّم أيضًا نوعًا ممتازًا من اللحم وقد تساعد في توفير اللحم الذي يتم استخدامه في كثير من الدول. ولحم العجول التي يقل عمرها عن ثلاثة أشهر يسمى لحم العجل، أما لحم الحيوانات الأكبر سنًا فإنه يسمى لحم البقر. ويصنف القصابون اللحم إلى عدة أقسام، مثل الشرائح وقطع الشواء. ويأكل الناس أيضًا القلب والكلى والكبد وبنكرياس العجل (البنكرياس والغدة الصعترية) واللسان والكرش.

ومن أهم سلالات أبقار اللحم الرئيسية السلالات الست الآتية: الأبردين ـ أنجس والبراهمان والشارلاي والهيرفورد والهيرفورد الجماء (عديمة القرون) والسمنتال.




الأبردين أنجس. وغالبًا ما يُطلق عليها اسم أنجس، وهي حيوانات عديمة القرون ولونها أسود. وقد نشأت هذه السلالة في المناطق المرتفعة من شمالي أسكتلندا. وتنمو هذه الأبقار وتكتمل (تصبح جاهزة للتسويق) عند أوزان أقل من معظم السلالات الأخرى. ويبدو شحمها شبيهًا بالرخام (مختلطًا باللحم)

وهي ميزة يفضلها الكثير من الناس في اللحم البقري. ويعتبر الكثير من مربي الماشية أن سلالة الأنجس هي السلالة النموذجية لسلالات أبقار اللحم. لكن آخرين يعتقدون أن هذه الأبقار ليست كبيرة بدرجة كافية وخاصة عند اكتمال نموها. ويقوم عدد من مربي الماشية بتهجين سلالة الأنجس بسلالات معينة كبيرة لإنتاج نسل أكبر. ويمكن للأنجس التأقلم مع أنواع متعددة من الظروف البيئية.

والأنجس الأحمر يعدُّ سلالة مختلفة، تم تطويرها من عجول حمراء، أُنتجت من أبقار من سلالة الأبردين ـ أنْجس. وهي لا تختلف عن سلالة الأبردين ـ أنجس إلا في لونها الأحمر فقط.


البراهمان. وهي أبقار تعيش في المناخات الحارة الرطبة. ولهذه الأبقار شعر قصير مسطح وجسم مسطح كبير يساعدها في التخلص من قدر كبير من الحرارة، وهذا يجعلها أكثر ملاءمة لظروف المناطق الحارة الرطبة. وللبراهمان سنام لحميّ فوق أكتافها.
ومعظم هذه الأبقار ذات لون رمادي فاتح أو قريب من الأسود، والقليل منها ذو لون أحمر. وقد أُنتج البراهمان بوساطة التهجين مع أصناف عديدة من الدَّرباني أي البقر الهندي ذي السنام. وتوجد سلالات عديدة ومختلفة من البراهمان في الهند.


الشارلاي. سلالة بيضاء كبيرة الحجم جدًا، نشأت في فرنسا. ويلجأ منتجو الأبقار التجاريون إلى الشارلاي للتهجين بينها وبين السلالات الأخرى بسبب أحجامها الهائلة، ولتكوينها القوي الثقيل الوزن ولسرعة نمو عجولها.


الهيرفورد. الأبقار التي تطور نسلها في منطقة هيرفورد بإنجلترا. ولها أجسام حمراء ووجوه بيضاء. ويُطلق عليها غالبًا الأبقار ذات الوجوه البيضاء. وأبقار هيرفورد لها أيضًا مساحات بيضاء في صدرها وخاصرتها وأسفل أرجلها وفي نهاية طرف ذيلها.

وتعيش أبقار الهيرفورد في الأراضي العشبية؛ لأنها تستطيع تحمل ارتفاع درجات الحرارة. وهي تحتاج إلى عناية أقل كثيرًا من تلك التي تحتاجها السلالات الأخرى الكبيرة الحجم.


الهيرفورد الجماء. هي شبيهة بأبقار هيرفورد إلى حد كبير لكنها بغير قرون. وهذه السلالة (النوع) من أبقار الهيرفورد أصبحت معروفة بأنها سلالة مستقلة. وقد طورت هذه السلالة في ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1900م بوساطة وارن جَمُّن أوف ديس موينز عن طريق التهجين بين أبقار هيرفورد الجماء.


السمنتال. هذه الأبقار نشأت في سويسرا. وتوجد هذه السلالة في أنحاء كثيرة من أوروبا، حيث تربى لإنتاج اللحم والحليب ولاستخدامها في جر الأثقال. ويتفاوت لونها بين الأحمر أو البني الفاتح والأبيض.

ابقار اللحم الأخرى. توجد سلالات عديدة أخرى من الأبقار المستخدمة في إنتاج اللحم. فهناك سلالة الديفون المعروفة في إنجلترا وقد صدرت إلى أستراليا أول مرة عام 1826م. أما الجالوي والهايلاند فهي سلالات أسكتلندية، وتربى الجالوي في منطقة جالوي جنوب غربي أسكتلندا. ولها شعر مجعد أسود وهي جماء. وقد هجنت أبقار جالوي مع ثيران الشورتهورن البيضاء، لإنتاج هجين رمادي مزرق.

ويوجد لدى الفرنسيين العديد من سلالات الأبقار الخاصة لإنتاج اللحم. فسلالة الليموزين أصغر بدرجة طفيفة من الشارلاي، والليموزين حيوان قوي البنية ذو شحم قليل جدًا. والنورمندي سلالة من الأبقار الثنائية الغرض؛ فهي تستخدم لإنتاج الحليب واللحم معًا. وسلالة المين ـ أنجو أكبر سلالات الأبقار الفرنسية. وتوجد أيضًا سلالتان من سلالات الأبقار الفرنسية الشائعة هما السيلارز والتارنتيز.

والسلالات الأخرى تشمل الجلبفيه من ألمانيا، والفرزيان من أيرلندا والشيانينا والمارشجينا والروماجنولا من إيطاليا، والبُنسمارا والدريكنسبيرجر من جنوب إفريقيا.

ومُري جري سلالة أسترالية، وقد ظهرت أول مرة نتيجة تهجين ثور من سلالة أبردين ـ أنجس مع بقرة من سلالة شورتهورن. وأبقار المُري جري ذات حجم متوسط.

وقد قام مربو الماشية الأمريكيون بتهجين أبقار من السلالات الرئيسية، للحصول على سلالات متعددة جديدة، وقد طورت سلالة البيفماستر في تكساس عام 1908م، وهي هجين من البراهمان والهيرفورد والشورتهورن. وتكون عادة ذات لون أحمر مع بقع بيضاء. وأبقار البرانجس هجين من البراهمان والأنجس، وهي ضخمة سوداء وجماء. ومن السلالات الأمريكية الأخرى الشاربري وهي هجين من الشارلاي والبراهمان. وقد صدرت سلالة أبقار السانتا جيرترودس إلى كوبا وأمريكا الجنوبية وأستراليا، وهي هجين من بقرة الشورتهورن وثور البراهمان وذات لون أحمر داكن. وتستطيع أبقار السانتا جيرتروس التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى المرعى والماء، وتستطيع أيضًا تحمل المناخ الحار. وأبقار الدراوت ماستر سلالة أسترالية معروفة، وقد نشأت هذه السلالة من هجين من البراهمان والشورتهورن. وتعدُّ هذه السلالة مقاومة للقُراد وقد بدأ إنتاجها في الثلاثينيات من القرن العشرين.



تعتبر سلالات أبقار الهولستاين ـ فرزيان والجيرسي والغيرنزي والآيرشاير والسويسرية البنية من أهم سلالات أبقار الحليب. إلا أن سلالة الهولستاين ـ فرزيان تنتج كميات من الحليب أكثر من السلالات الأخرى. وتدر الأبقار عادة الحليب فترة تمتد إلى حوالي خمس أو ست سنوات. لكن بعضها قد يستمر في الإدرار حتى سن العشرين أو أكثر. وعندما تتوقف الأبقار عن الإدرار تُرسل عادة إلى سوق الماشية ليستفاد من لحمها.



الهولستاين ـ فرزيان. هي الأبقار التي تسمى الهولستاينز، وتتميز بإهابها الأسود والأبيض، وبعضها يكون أسود أو أبيض فقط، والقليل منها أحمر أو أبيض وهي أكبر أبقار الحليب حجمًا. ولها أفخاذ وجذوع أو أبدان عريضة. وتمتد قرونها إلى الأمام لكنها تتقوس إلى الداخل. وتنتج بقرة الهولستاين حليبًا أكثر من السلالات الأخرى. لكن نسبة الدهن في الحليب أقل من السلالات الأخرى.

وربما تكون سلالة الهولستاين قد طورت من سلالات الأبقار السوداء والبيضاء الموجودة في منطقة فريزلاند في هولندا. وقد ساعد مربو الأبقار في شلزويغ ـ هولستاين بألمانيا على تطوير هذه السلالة أيضًا.



الجيرسي. يتفاوت لون هذه الأبقار بين الرمادي والبني الفاتح الضارب إلى الصُّفرة، أو البني الضارب إلى الحمرة وقد يكون لون بعضها أسود تقريبًا. وتعتبر أبقار الجيرسي من أصغر سلالات أبقار الحليب في الحجم، ووجهها العريض قصير بدرجة غير عادية ما بين الجبهة وفتحتي الأنف، والقرون قصيرة ومعقوفة إلى الداخل.

وتنتج أبقار الجيرسي كمية من الحليب أقل من السلالات الرئيسية الأربع الأخرى، لكن حليبها يحتوي على أعلى نسبة دهن. وترتفع طبقة كثيفة من القشدة إلى سطح إناء حليب بقرة الجيرسي، وتعد جزيرة جيرسي الصغيرة البريطانية في القنال الإنجليزي الموطن الأصلي لهذه السلالة من الأبقار.



الغيرنزي. هي أبقار أكبر قليلاً من الجيرسي. وإهابها برتقالي بني فاتح ضارب إلى الصفرة، وبها بقع بيضاء. والغيرنزي لها رأس طويل. ويظهر عادة حجاب أبيض على جبهتها العريضة. وتتقوس قرونها إلى أعلى وإلى الأمام.

وتنتج أبقار الغيرنزي كمية من الحليب أكثر قليلاً من أبقار الجيرسي إلا أن حليبها يحتوي على نسبة أقل من الدهن مقارنة بحليب أبقار الجيرسي.

ومن المحتمل أن يكون منشأ هذه السلالة في جزيرة غيرنزي، وهي جزيرة في القنال الإنجليزي ـ كما مر ـ وقد قام مربو الأبقار بتهجين أبقار النورمندي الرمادية اللون بأبقار البريتاني الصغيرة ذات اللون البني ـ الأبيض التي أُدخلت إلى الولايات المتحدة من فرنسا.


الآيرشاير. أبقار لونها أحمر وأبيض أو بُنّي وأبيض. والآيرشاير بعضها أحمر أو أبيض اللون تقريبًا. وتعطي القرون الطويلة المعقوفة البقرة مظهرًا مثيرًا للإعجاب وجسمها قوي، لكنه رقيق نوعًا ما. ويأتي إنتاج الآيرشاير من الحليب في مرتبة متوسطة بين إنتاج الأبقار السويسرية البنية والغيرنزي.

وتنحدر الآيرشاير من ريف آير الكثير التلال في الجنوب الغربي من أسكتلندا. وهي ذات بنية أقوى من السلالات الأخرى، وتعيش في المناطق ذات الهضاب.


السويسرية البنية. سلالة من أبقار الحليب لونها بني فاتح أو بنيِّ داكن أو رمادي مشوب باللون البني. وقد تظهر بعض الخطوط الرمادية الفاتحة على امتداد الظهر. لون الأنف أسود وكذلك أطراف القرون ونهاية الذيل. والأبقار السويسرية البنية أكبر حجمًا من معظم أبقار الحليب الأخرى وتمتد القرون إلى الأمام وإلى أعلى.

ويأتي إنتاجها من الحليب في المرتبة الثانية بعد الهولستاين مباشرة. وحليبها أبيض نقي، وهو غني بالمواد الصلبة الخالية من الدهن، ويشتمل على البروتينات والمعادن واللاكتوز، أي سكر اللبن. وهذه الخواص تجعل حليبها ممتازًا لصناعة الجبن. والسويسرية البنية مثل الهولستاين تعتبر من أقدم سلالات أبقار الحليب. وقد تم تطويرها أول مرة في ولاية شويز في سويسرا.

أبقار الحليب الأخرى. تشمل عدة سلالات من الأبقار منها سلالة ذات الحزام الهولندي. وهي أبقار ذات لون أسود مع حزام عريض أبيض اللون حول الوسط. ويحتوي حليبها على كمية من الدهن تعادل ما يحتويه حليب أبقار سلالتي السويسرية البنية والآيرشاير. ومنها أيضًا سلالة الأبقار الكندية الفرنسية، وهي سلالة صغيرة الحجم ذات لون بني داكن، تشبه إلى حد كبير أبقار الجيرسي والغيرنزي وتربى غالبًا في مقاطعة كويبك، وحليبها غني في نسبة الدهن.

وأبقار الكِرِي سلالة سوداء اللون منشؤها أيرلندا. وهي ذات صلة وثيقة بأبقار دكستر، الصغيرة ذات الأرجل القصيرة. وتلد أبقار دكستر حوالي نصف إنتاج نسلها شبيهًا بأبقار الدكستر، وربع نسلها يكون مشابهًا لأبقار كري، والربع الأخير أبقار شاذة من نوع بلدوج الشبيه بالكلب، العجول الشاذة لهذه الأبقار تموت حال ولادتها.

والسندي الأحمر أبقار ذات لون أحمر، من نوع البراهمان، وقد نشأت في مقاطعة السند في باكستان. وتنتج حليبًا أكثر من البراهمان، وقد هجنت بسلالات أخرى للحصول على أبقار أكثر احتمالاً لدرجات الحرارة العالية.


يمكن تربية بعض الأبقار لإنتاج اللحم أو الاحتفاظ بها لإنتاج الحليب، وتسمى الأبقار ثنائية الغرض. ولهذه الحيوانات الكثير من خصائص أبقار اللحم، بيد أنها منتجة جيدة للحليب.

وأهم السلالات الثنائية الغرض، هي الشورتهورن الحلوب والحمراء الجماء. ويربي الكثير من المزارعين السلالات ثنائية الغرض لإنتاج اللحم فقط. وتنتج هذه السلالات عجولاً سريعة النمو، يمكن تصنيع لحومها أو الاستفادة منها في إنتاج اللحم في وقت أسرع من لحوم بعض سلالات أبقار اللحم الأخرى.


الشورتهورن الحلوب. تنتج كميات كبيرة من الحليب واللحم. وهي مفضلة لدى المزارعين غير المختصين في تسويق أبقار اللحم أو إنتاج الحليب للمدن الكبيرة. وأبقار الشورتهورن الحلوب حمراء، أو بيضاء أو غبراء أو حمراء وبيضاء مرقطة.



الحمراء الجماء. هي أبقار حمراء لا قرون لها. وقد هجنت النورفوك ذات القرون بأبقار سفولك الجماء لإنتاج هذه السلالة. وهي أصغر حجمًا من الشورتهورن وتوجد بأعداد أقل من الشورتهورن الحلوب. وقد نشأت في أرياف نورفوك وسفولك بإنجلترا.

استيلاد الأبقار والعناية بها
عجل من سلالة الهايلاند ترضعه أمه. والهايلاند أبقار لحم بدأت تربيتها أولا في أسكتلندا.
الاستيلاد. يقوم مربو الأبقار بانتخاب أفضل السلالات وتهجينها، للوصول إلى أهداف محددة مثل، إنتاج كميات كبيرة من الحليب، أو إنتاج لحوم ذات نوعية جيدة، ومن ثم يقومون بتهجين أفضل النسل الناتج بعضه ببعض حتى يتوصلوا إلى السلالة ذات الصفات المرغوبة. وبهذه الطريقة فإن أبقار اللحم تربى لتكتمل في وقت مبكر. وبذلك يمكن بيعها بربح أكبر مما قد تجلبه عند تركها لتنمو وتعلف فترة أطول من الوقت. كما أدت عملية الاستيلاد الانتخابي والتربية إلى زيادة في إنتاج الحليب ورفع نسبة الدهن.
وتلقح الأبقار الصغيرة عادة عندما يكون عمرها حوالي خمسة عشر شهرًا. وتستغرق فترة الحمل لدى الأبقار تسعة أشهر. وتلد الأبقار عادة عجلاً واحدًا كل سنة. وعند الولادة قد يزن العجل عادة ما بين 23 و 45كجم. وفي بعض الأحيان تلد الأبقار توأمًا. وتبدأ الثيران في التزاوج عندما تبلغ من العمر سنة. ومع ذلك، فإنها تكون في ذروة نشاطها ما بين عمر سنتين وست سنوات. ولا يمكن للبقرة أن تنتج حليبًا إلا بعد أن تلد. وتسمى مثل هذه البقرة النشطة. وبعد ولادة العجل تعطي البقرة حليبًا لمدة تقارب عشرة أشهر. والبقرة التي لا تعطي حليبًا تسمى البقرة الجافة.

حظيرة للحليب في مزرعة للألبان بها معدات صحية تحلب الأبقار،مثل أبقار الهولستين التي تبدو في الصورة. يتم حفظ الحليب في ثلاجة صهريج حتى يتم نقله إلى مصنع للمعالجة.

التغذية. أدى تحسين طرق تغذية الأبقار إلى زيادة كبيرة في إنتاج اللحم والحليب. والأبقار حيوانات مُستهلكة للطعام بكثرة. وفيما يلي نظام غذائي يومي موصى به، لاستكمال نمو ثور صغير لإنتاج اللحم، عمره سنة واحدة: 11 كجم من الذرة أو سيلاج الذرة الرفيعة، 6 كجم من الذرة أو حبوب الذرة الرفيعة المطحونة، 0,2 كجم من جريش فول الصويا مع إضافة الفيتامينات والمعادن. ويستخدم المتخصصون في تغذية الأبقار أحدث الطرق العلمية لزيادة وزن الأبقار بسرعة وكفاءة عاليتين وبأقل تكاليف. ويمكن إضافة بعض المواد الكيميائية إلى عليق (وجبات) الأبقار بغرض حفزها إلى أن تأكل أكثر وبالتالي تنمو بسرعة أكبر. وتضاف أيضًا المضادات الحيوية للعليق لزيادة وزن الأبقار.

ويمكن زيادة كمية الحليب والدهن الذي تنتجه الأبقار عن طريق اتباع نظام غذائي صحيح. وتأكل بقرة الحليب في المتوسط 1,4 كجم من السيلاج و 0,45 كجم من التبن في اليوم مقابل كل 45 كجم من وزنها. وإضافة لذلك فإنها تتناول 0,5 كجم من الحبوب أو من علف مُركَّز آخر مقابل كل 1,5 كجم من حليبها. وتأكل كل من أبقار الحليب وأبقار اللحم كميات كبيرة من العلف، مثل سيلاج الذرة والبرسيم، ويتحول هذا الغذاء إلى لحم يأكله الناس وحليب يشربونه.

ولقد أُصيب الكثير من الأبقار بالتسمم بسبب أكلها أنواعًا معينة من النباتات والأعشاب الضارة التي تشمل نبتة الجنون وكماسية الموت وبعض نباتات الترمس والعائق (الدلفينيون). وفي بعض الأحيان يقوم ملاك الأبقار بمكافحة هذه النباتات باستخدام الكيميائيات. انظر: نبتة الجنون.



تتعرّض الأبقار للإصابة بالأمراض أحيانًا. والأمراض الأكثر خطورة تشمل مرض الجمرة ومرض الساق الأسود والحبط (الانتفاخ البطني) ومرض البروسيلية ومرض القدم والفم ومرض التهاب الضرع ، وجميع هذه الأمراض معدية ما عدا مرض الجمرة ومرض التهاب الضرع. وبعض الأمراض، مثل مرض جنون البقر الذي يصيب الأبقار يوجد في بلدان قليلة فقط، فقد تسربت في المملكة المتحدة لحوم الأبقار المصابة بمرض جنون البقر إلى طعام البشر،

وبدأت السلطات هناك، منذ بداية التسعينيات من هذا القرن، في إعدام أعداد هائلة من الأبقار ووضعت أغلب دول العالم قيودًا صارمة على استيراد اللحوم والأبقار الحية من المملكة المتحدة. انظر: جنون البقر، مرض الجمرة مرض تسببه جرثومة تنتقل عن طريق التربة. وتدخل جسم الحيوان عن طريق الفم. ويسبب المرض حمى شديدة وغالبًا ما يسبب وقف إدرار الحليب، وقد يكون مميتًا للأبقار. انظر: الجمرة.

الساق السوداء أحد الأمراض الأكثر فتكًا. وعادة ما يصيب الحيوانات عندما يكون عمرها بين 6 و 18 شهرًا، وهو يسبب العرج والتشنج والتورم السريع وحمّى شديدة. ومرض الساق السوداء الذي تنقله جرثومة في التربة يتسبب في الموت خلال 12 إلى 48 ساعة.

الحبط (الانتفاخ البطني) حالة تتسبب فيها الغازات في تضخم المعدة الأولى (الكرش)، مما ينتج عنه ترنح الحيوان وضيق في التنفس. وقد تصاب الأبقار بهذا المرض عند رعيها في المراعي الغضة المورقة، خاصة عندما تكون هذه المناطق محتوية على نسبة عالية من البرسيم الحجازي وأنواع البرسيم الأخرى. وقد يسبب تغيير الغذاء، عندما تكون الأبقار شديدة الجوع، انتفاخ بطونها أيضًا. وقد يؤدي الانتفاخ الشديد إلى موت الأبقار بصورة مفاجئة.

البروسيلية يصيب الغدد اللمفاوية والضرع والأعضاء التناسلية للحيوان. وتصاب الأبقار بهذا المرض نتيجة للتغذية على العلائق غير النظيفة أو مواد أخرى. والأبقار المصابة غالبًا ما تتوقف عن الحمل. انظر: البروسيلية، مرض .

مرض القدم والفم يسببه فيروس. ويسبب هذا المرض العرج ويقلل من إنتاج الحليب. ولا تسمح الكثير من الدول باستيراد أبقار من بلدان عُرفت بانتشار هذا المرض فيها. انظر: مرض القدم والفم .

التهاب الضرع مرض يسبب خسائر فادحة للمزراعين خاصة بالنسبة لأبقار الحليب وتسببه جراثيم تهاجم الضرع. وتُحدث الجراثيم ضررًا جسيمًا عندما يجرح الضرع أو عند التعرض لأسطح باردة رطبة. حينذاك يصبح الضرع صلبًا ومنتفخًا ومؤلمًا. ويسبب المرض انخفاضًا في إنتاج الحليب وفي نوعيته. وتنقل الحشرات أمراضًا مثل الأنابلاسموزس الذي يشبه الملاريا،

والحمى القرادية وهو مرض تسببه قرادة الماشية. انظر: قرادة الماشية . وتضع ذبابات العقب بيضها على عقب الأبقار. وتصيب اليرقات جسم الأبقار وتحدث ثقوبًا في الجلد. ويقوم مربو الأبقار برش أبقارهم بالمبيدات الحشرية لقتل الذباب والحشرات. ويستخدم الأطباء البيطريون لقاحات وعقاقير ومضادات حيوية حديثة للمساعدة على بقاء الأبقار صحيحة ولعلاج الأمراض.



تُولد معظم العجول في فصل الربيع. وتقضي العجول الصغار الصيف مع الأبقار في مراعٍ مسوَّرة أو في مرعى مفتوح. وفي الولايات المتحدة الأمريكية يتم وضع علامة (وسم) على معظم العجول بوساطة حديد ساخن لتحديد ملكيتها. وفي الخريف تُفطم العجول.



في حظيرة العلف تأكل الأبقار أغذية منتقاة بعناية تكسبها الوزن بأسرع مما لو رعت طليقة في المرعى. وهذه الحظائر وسيلة فعالة لتسمين الأقار قبل نقلها وذبحها.

أبقار التسمين. يبيع المزارعون أو مربو الماشية العجول المفطومة إلى المزارعين أو المسمنين. وهذه العجول التي تعرف بأبقار التسمين، تتم العناية بها في حظائر التسمين. وحظيرة التسمين منطقة مسيجة، تغذى فيها الأبقار بعلائق خاصة لإعدادها للسوق.

ويرسل المزارعون ومربو الماشية أحيانًا عجولهم مباشرة إلى الأسواق بدلا من بيعها للمسمنين. وقد يقوم المزارعون بدورهم بشراء أبقار التسمين من سوق مختارة بعناية بدلاً من شرائها من مربي الماشية. ويقوم المزارع عادة بتغذية أبقار التسمين لمدة تتراوح بين 120 و240 يومًا. يقوم المزارع غالبًا ببيع الأبقار عندما تكون الأسواق مواتية للحصول على أعلى ربح ممكن، ويكون الثور عادة جاهزًا للذبح عندما يصل عمره من 15 إلى 20 شهرًا.

ويكتمل نمو الأبقار بعد سنتين أو ثلاث، لكن الكثير من الماشية تبلغ الوزن المناسب قبل سن النضج ولهذا تُعتبر مكتملة.

وقد يقوم المزارعون بإنتاج وتربية الأبقار الخاصة بهم، لكن الكثير منهم يجدون أن من الأربح لهم شراء أبقار التسمين، واستخدام مزارعهم الخاصة في إنتاج العلف لتغذيتها. وعلائق أبقـار اللـحم تشمـل الدريس والذرة والتـبن والمنتجـات الثانوية من الحبوب. وماشية التسمين يمكنها أن تزيد في الوزن بمعدل 1 - 5, كجم في اليوم.


الأبقار التي تتغذى بالعشب. يقوم المزارعون في بعض الأحيان بتغذية أبقارهم بالعشب، لمدة سنة أو سنتين ثم يبيعونها على أنها حيوانات (مسمنة على العشب). وتتغذى بعض الأبقار المسمنة ـ بالعشب أيضًا ـ بالحبوب لأسابيع عديدة قبل أن تُجهز. وقد تباع العجول للذبح مبكرًا أو لترعى في مراع أفضل إذا كانت أرض المزارع غير صالحة لزراعة الأعلاف المناسبة لتجـهيز المـاشية.


أبقار الحليب. تقضي معظم أبقار الحليب حياتها في مزرعة واحدة. وتُرسل العجول المولودة من الأبقار قليلة الحليب إلى السوق لتُذبح للحمها، وذلك عندما يكون عمرها عدة أسابيع فقط. إذ من المحتمل أن تكون هذه العجول مثل أُمهاتها منخفضة إنتاج الحليب. كذلك تُرسل معظم العجول الذكور إلى السوق لتذبح للحمها.

ويحرص منتجو الحليب على الاحتفاظ بإناث العجول المولودة من أفضل الأبقار، ليستخدموها عند تغيير القطيع. وعندما يقل إنتاج البقرة من الحليب بشكل اقتصادي تُرسَل إلى سوق الماشية وتباع للذبح. وينتج هذا النوع من أبقار الحليب لحومًا ذات نوعية متدنية.


أبقار العرض. يقوم بعض مُلاك الأبقار بعرض حيواناتهم في المعارض، بغرض الحصول على الجوائز. وبقرة الحليب التي تحصل على الجائزة يكون لها جسم كبير وتكون قوية الأقدام والأرجل، ولها ضرع مكتمل النمو. وحيوان اللحم الحائز الشريط الأزرق يكون طويلاً ذا جسم قوي متماسك. ويبدأ العارضون في تجهيز أبقار العرض عقب فطام العجول مباشرة. وتغذى الحيوانات بعناية ويتم تدريبها وإعدادها جيدًا لهـذا الغـرض.


الأبقار المتنقلة. ما يزال المزارعون في بعض أنحاء العالم يتبعون العادة القديمة في التربية المتنقلة للأبقار، متنقلين مع قطعانهم بحثًا عن المرعى والماء. ومثال ذلك قبيلة الماساي في كينيا. وقد يكون القطيع المتحرك مع الجماعة المتنقلة كبيرًا جدًا. وبما أن الأبقار هي علامة للثراء فإن الأهمية تتركز عادة على الكمية أكثر مما تتركز على النوعية.



البلاد العربية متباينة جدًا في طبيعتها الجغرافية حيث إنها تغطي مساحات شاسعة في قارتي آسيا وإفريقيا. والمناطق الجافة الصحراوية تمثّل نسبة كبيرة، في أراضيها؛ فهي لذلك لا تصلح إلا للمرعى. فالرعي وتربية الحيوانات والاستفادة من منتجاتها (اللحوم والألبان) جزء لا يتجزأ من حياة سكان وقبائل البلاد العربية، ولذلك نجد أن الإنتاج الحيواني من الدعامات الأساسية في اقتصاد معظم البلدان العربية. ونتيجة للاختلافات الجغرافية والبيئية تختلف كذلك أنواع الحيوانات التي يقوم بتربيتها سكان كل منطقة في الوطن العربي.

يرجع تاريخ تربية الأبقار في البلاد العربية إلى عصور قديمة قدم الحضارات التي قامت في المنطقة، فقد وجدت آثار الأبقار في مخلفات فراعنة مصر والأحافير التي وجدت في المنطقة وبينت الرسومات أيضًا استخدامات الأبقار في إنتاج الألبان واللحوم وكذلك الاستفادة منها في العمل في الزراعة. أما في منطقة الشام فقد جاء القرآن الكريم بالوصف البليغ لبقرة بني إسرائيل في سورة البقرة، مبينًا شكلها ولونها وحالها.

وبسبب تباين المناطق الجغرافية أيضًا فقد اختلفت سلالات الأبقار في كل منطقة وكذلك طرق وأساليب تربيتها. وسلالات الأبقار البلدية أو المحلية قليلة الإنتاج للحوم أو الحليب،

ولذلك نجد أن جميع الأقطار العربية اتجهت لاستيراد السلالات المشهورة عالميًا في إنتاج الحليب أو اللحوم لتحسين نسل سلالاتها المحلية خاصة بعد استخدام طرق التلقيح الصناعي التي يسرت عملية التهجين. وقد استخدمت هذه الأقطار ـ أيضًا ـ الطرق الحديثة لتربية الأبقار فأنشأت المزارع الكبيرة التي تستخدم أحدث الأساليب العلمية في التربية.

تشتمل هذه المقالة على وصف لبعض السلالات المحلية أو البلدية في المناطق الجغرافية المختلفة في البلاد العربية.


الأبقار في المملكة العربية السعودية. قامت شركات القطاع الخاص الكبيرة والمتخصصة في إنتاج الألبان أو اللحوم في المملكة العربية السعودية، بتشجيع ودعم سخي من قبل الحكومة، بإنشاء العديد من المزارع المتخصصة في إنتاج الألبان. فبلغ عدد ما ترعاه من أبقار حوالي 210 آلاف رأس من أفضل السلالات العالمية مثل: الفريزيان والجيرسي وغيرهما، وتربى في مزارع مزودة بأفضل الطرق التقنية والعلمية في مجال تربية الأبقار.


الأبقار في مصر. هي خليط من مجموعة سلالات مثل السلالة الهندية ذات السنام والإفريقية ضخمة التكوين والعظام، وكذلك اختلطت هذه السلالات حديثًا بالسلالات الأوروبية.

تختلف الأبقار المصرية في ألوانها، رغم أنه يغلب عليها اللون الأصفر الرملي، ونجدها عديمة القرون أو ذات قرون صغيرة، وهي حيوانات عمل أكثر منها إنتاجًا للحليب أو اللحوم؛ وهي لذلك ذات صبر وجلد على العمل وسلسة القياد وهادئة الطبع. جرى العرف على تسمية الأبقار المصرية بأسماء مختلفة مثل الدمياطي و المنوفي أو البلدي و الصعيدي والبحيري و المنزلاوي ، وهي ليست سلالات بالمعنى المفهوم إذ لا توجد سلالة نقية وإنما هي خليط. ويمكن تقسيم السلالات المصرية إلى الأقسام التالية:

الدمياطي. أبقار هذا القسم تعتبر أقل الأبقار حجمًا وإنتاجها من الحليب يعتبر مرتفعًا ـ 4000 رطل في العام ـ ونسبة الدهن 5% وهي أبقار الحليب الأولى في مصر إلا إن عددها قليل.

المنوفي أو البلدي. هي أبقار العمل الأولى فهي أكبر حجمًا من الدمياطي وأقل إدرارًا للحليب. الصعيدي. تسمى بهذا الاسم أبقار الوجه القبلي وهي صغيرة الحجم ويعتقد أنها قابلة للتسمين رغم أن إدرارها للحليب يعتبر جيدًا. الصحراوي. وهي دائمًا هزيلة لقلة الغذاء ولا تصلح للعمل أو إنتاج الحليب. تربى الأبقار في مصر فرادى حيث يمتلك المزارع عددًا قليلا وذلك بسبب ندرة الأراضي التي تصلح مراعي للحيوانات.

أصحاب القطعان المتنقلة مع أبقارهم في السودان، شمال شرقي إفريقيا. يتنقل البدو بحثا عن الماء والعشب. الأبقار في السودان. تشمل سلالات متعددة مثل: أبقار الكنانة وأبقار البطانة وأبقار البقارة والأبقار النيلية وأبقار قبائل التبوسا والمورل وأبقار النوير وأبقار أمبرارو والفلاشي . أبقار الكنانة. تربى هذه الأبقار في منطقة النيل الأزرق وأواسط السودان وتوجد منها مجموعتان إحداها كبيرة الحجم والأخرى صغيرة. وأبقار الكنانة لونها عمومًا رمادي وأبيض فضي ويكون غامقًا ناحية الأطراف. شعر الأبقار دقيق وقصير والجلد رقيق. للإناث والذكور سنام ولكن، سنام الذكور أكبر، وتعتبر أبقار الكنانة من ماشية الحليب، فهي تعطي 3000 - 5000 رطل من الحليب لمدة 250 يومًا وبنسبة دهن 5%.

أبقار البطانة. تتشابه هذه السلالة مع سلالة أبقار الكنانة وتماثلها في الحجم إلا إن لون أبقار البطانة أحمر ويعتقد أنهما ينتميان إلى سلالة واحدة ولكن لا توجد أدلة كافية وقاطعة، كذلك الأبقار قصيرة القرون وحمراء اللون وتربى هذه الأبقار في أواسط السودان وهي أبقار مزدوجة الاستخدام (الحليب واللحوم).

تربى أبقار الكنانة والبطانة في مجموعات صغيرة في المزارع أو فرادى ولكنها غالبًا تكون في مجموعات كبيرة وقطعان معتمدة على الرعي.

أبقار التبوسا والمورل. تربى هذه الأبقار في منطقة الاستوائية وأعالي النيل في جنوب السودان وهي ماشية تملكها قبائل غير مستقرة، أو متنقلة. وتختلف طرق الرعاية وأساليب تربية الحيوان عند كل قبيلة. تربى الأبقار في قطعان كبيرة ويعتبرها زعماء القبائل دليلاً للثروة والجاه ويتبادلونها في مناسباتهم الخاصة مثل الزواج وغيره.

هذه الأبقار ذات جسم طويل وقرونها متوسطة الطول، والسنام دهني ويوجد في آخر الرقبة أكثر منه فوق الكتف. معظم الأبقار لونها فاتح وتوجد أيضًا أبقار سوداء ذات بقع بيضاء. وتدل الأبحاث وبعض التقارير على أن إنتاجها من الحليب يتراوح بين 900 إلى 1000 لتر في موسم حليب قدره 255 يوماً.

أبقار النوير النيلية. أبقار لحم جيدة وتربى في أعالي النيل، وهي بنية اللون وسوداء في أجزاء كبيرة في الأطراف والرأس أبيض اللون، ولها قرون متوسطة وسنام كبير.

أما البقارة في غرب السودان فهم رعاة ماشية محترفون ويتبعون الأبقار في رحلة إلى المراعي الغنية في منطقة أعالي النيل في موسم الجفاف في منطقتهم في وسط غرب السودان، ثم يعودون إلى الشمال بقطعانهم في موسم الخريف وتوافر المرعى في منطقتهم. أبقار البقارة يستفاد منها في إنتاج الحليب ومشتقاته واللحوم، ويستخدمونها في نقل أمتعتهم أثناء ترحالهم طلبًا للمرعى. وهي ذات قرون كبيرة.


الأبقار في ليبيا. الأبقار الليبية منحدرة من الأبقار عديمة السنام وهي قصيرة القرون وصغيرة الحجم ولونها يتراوح بين الأسود والبني الفاتح والأحمر. الشعر ناعم ولامع في الصيف، وفي الشتاء يكون الشعر خشنًا. الأبقار في ليبيا لا تربى في مجموعات أو أعداد كبيرة بل غالبًا تربى بحالة فردية عند الأعراب حيث يمتلك المزارع الليبي ما بين رأس إلى رأسين من الأبقار.


الأبقار في تونس والمملكة المغربية والجزائر. يسود فيها غالبًا نوع أبقار جبال الأطلسي والتي يختلف لونها حسب المنطقة فهي في الجزائر وتونس رمادية اللون ولونها غامق عند الأكتاف والعنق والرأس والأرجل. أما في المملكة المغربية فهي داكنة اللون وشعرها قصير وكذلك القرون. ولا يوجد بها سنام. وهي جيدة الإدرار للحليب، فهي تعطي 8 لترات حليب يوميًا في الجزائر ونسبة الدهن 4% خلال الشهرين التاليين للولادة. أما إنتاجها في المملكة المغربية فيبلغ 12 لترًا في اليوم وهو مرتفع عما تنتجه في الجزائر.


الأبقار في موريتانيا. من نوع التريبو، أي ذوات السنام، وأهم سلالاتها البلهو والمور وتستخدم الذكور في إنتاج اللحوم وفي العمل. والإناث إنتاجها من الحليب قليل إلا إن كمية الحليب المنتج تفيض عن حاجة السكان نسبة لكثرة عدد الأبقار وقلة السكان. وتعتمد تربية الأبقار على المراعي الطبيعية المتوافرة طوال العام في موريتانيا حول نهر السنغال.


الأبقار في الصومال. من نوع التريبو ذات السنام شأنها شأن سلالات الأبقار في المناطق الحارة، ومن أهمها أبقار الجيدو. لون الأبقار يميل إلى الأبيض وأحيانًا تكون غامقة اللون وهي متعددة الاستخدام للحليب واللحوم والعمل. ومتوسط إنتاج الإناث من الحليب حوالي 2100 رطل في موسم الحليب أما السلالة الأخرى ـ وهي أقل انتشارًا ـ فهي أبقار البوران وتربى أساسًا لإنتاج اللحوم في شمال الصومال وجنوبي أثيوبيا.


الأبقار في العراق. توجد بعض سلالات الأبقار مثل الرستاجي والشرابي والكردي والبلدي، وتوجد فروق بين كل هذه السلالات من حيث الحجم ووجود السنام وشكل القرون. أبقار المناطق الجبلية الشمالية تدر حليبًا وتنتج لحمًا جيدًا وهي متوسطة الحجم وأرجلها قصيرة قوية. أما الأبقار المنتشرة في الألوية المتوسطة والجنوبية فلها سنام صغير وهي من سلالة الزيبو الأحمر الآسيوي ولها قرون قصيرة وأرجلها طويلة. ويستفاد من الأبقار العراقية في إنتاج الحليب واللحم، وتستخدم في الأعمال الزراعية المختلفة، وتربى فرادى وفي مجموعات صغيرة وبعضها يربى في مراعي الأقاليم الشمالية.


الأبقار في سوريا. تشمل ثلاث سلالات هي البلدي (الشامي) والجولاني والعكشي، وهي جميعها منحدرة من الأصل الآسيوي الذي يشتهر بالرأس القصير والجبهة العريضة المستقيمة. سلالة البقر الشامي تتميز بقرون قصيرة والجبهة مقعرة قليلاً، والأبقار الشامية كبيرة الحجم وعظامها ضخمة إلا أنها غير مناسبة للتسمين وهي بقرة الحليب الأولى في منطقة سوريا، وتنتج ما بين 2500 إلى 3500 لتر في 280 يومًا. وتربى هذه السلالة في المنطقة الواقعة حول حمص وحماة والمنطقة الشمالية مثل قطنا حيث تتوفر الرطوبة والمرعى الغني الأخضر ممايؤدي إلى علو إدرارها للحليب. لا تلائم هذه الأبقار المناطق الجافة فقيرة المرعى والعلف ولا تصلح للعمل.

البقر العكشي هو أكثر الأبقار عددًا في سوريا وتصل نسبته نحو 75 - 80% من مجموع الأبقار هناك، وهو سلالة تتحمل العيش في المناطق الجافة فقيرة المرعى وقليلة الغذاء. وهو لذلك قليل الإدرار للحليب ولكنه يصلح للتسمين وإنتاج اللحوم ولا يصلح للعمل لصغر حجمه.

البقر الجولاني يعتقد أنه هجين بين سلالة البقر العكشي والبلدي (الشامي) ولذلك فإن صفاته الإنتاجية وسط بين السلالتين. وهذه السلالة تصلح في المناطق الجافة وتتحمل قلة العلف وسوء المرعى وإناثها تدر حليبًا قليلاً وتصلح الذكور للعمل.




بقرة تمرّ بجانب قصر البحيرة القديم في جيبور بالهند وتعتبر الأبقار حيوانات مقدسة في الهند، ويسمح لها بالتجول بحرية. الأبقار الأولى. تنتمي الأبقار الأوروبية إلى جنس بُس. وقد انحدرت السلالات الحديثة من صنفين: بُس إنديكس، وهي أبقار آسيا ذات السنام وبُس توروس، وهي أبقار أوروبا البرية.


وقد ربىّ الإنسان الأبقار منذ آلاف السنين. وتُظهر الرسومات التي نُحتت في مقابر قدماء المصريين ثيرانًا تجر المحاريث وتطحن الحبوب. وكان مربو الماشية في وقت من الأوقات يتبعون قطعانهم من مكان لآخر وهي تبحث عن العشب لتقتاته. وفيما بعد استقر بعض أصحاب القطعان وأسرهم في مكان واحد. وكانوا يغذون أبقارهم بالحبوب بالإضافة إلى العشب.


بداية التربية. استخدمت الأبقار حيوانات عمل وكانت تستخدم أيضًا لإنتاج الحليب واللحم. وكان الحيوان نفسه يؤدي الأغراض الثلاثة. وبالتدريج بدأ الإنسان في تربية الأبقار من أجل لحمها أو لإنتاج الحليب. وكان روبرت بيكول، وهو مزارع عاش في ليسترشاير بإنجلترا، أول من استخدم الطرق الحديثة في تربية الماشية. وقد بدأ في تحسين أبقاره في أواخر القرن الثامن عشر. واستخدم سلالة من الأبقار تُعرف باسم طويلة القرن، وحاول الحصول على أبقار تنتج كميات أكبر من اللحم.




الإنتاج العالمي. يوجد في العالم حوالي بليون ونصف البليون من أبقار اللحم والحليب. ويُربى في قارة آسيا نحو 35% من أبقار العالم تقريباً. وتأتي أمريكا الجنوبية في المرتبة الثانية بين القارات في عدد الأبقار.

ويوجد في الهند أكبر عدد من الأبقار مقارنة بالدول الأخرى. لكن الكثير من أبقارها يعاني سوء التغذية، وهو أيضًا ذو قيمة عملية قليلة. كذلك فإن الطلب على اللحم في الهند قليل، لأن الكثيرين يعتبرون البقرة حيوانًا مقدسًا. والدول الأخرى التي بها أعداد كبيرة من الأبقار تشمل البرازيل والصين والولايات المتحدة و الأرجنتين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وما يذكر من قول الا ولديه رقيب عتيد
اذا كنت مستخدم لديك حسابات في جوجل يمكنك ترك تعليق
او الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني
ملاحظة هامة: ان الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما بذيئا أو تهجما على أي شخص أو جهة أو هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية
إن التعليقات الواردة أدناه لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وهي على مسؤولية أصحابها بشكل كامل

الأكثر مشاهدة