أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي"أن التحدي الحقيقي أمامنا هو في المساهمة في بناء جيل لبناني جديد على اسس ثابتة بعيدا عن المفاهيم التي تزيد الانقسام والتفرقة، لأننا هكذا نؤسس للمستقبل على قواعد تكفل عدم العودة الى دوامة العنف كل بضع سنوات".
وشدد في خلال إحتفال لتكريم المدارس المنفوقة في الشمال " على أن هذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب مجابهته في هذا الظرف العصيب الذي يمر به لبنان" داعيا الى " تربية الاجيال على التسامح والاعتراف بالآخر والقبول به ، وعلى مبادئ الاعتدال ، وعلى الا يكونوا طرفا او وقودا في صراع لن تكون حصيلته الاّ خرابا لنا جميعا ".
وأشار ميقاتي الى أن "لبنان يعيش هذه الايام مرحلة من أدق المراحل في تاريخه، وسط متغيرات متسارعة تشهدها منطقة الشرق الأوسط ، لذلك فاننا نعوّل على دوركم، أيها الاخوة المربوّن، ليس فقط في التعليم، بل في تربية الانسان والمساهمة في بناء جيل لبناني جديد على اسس ثابتة بعيدا عن المفاهيم التي تزيد الانقسام والتفرقة".
ولفت الى أنه "هكذا نؤسس للمستقبل على قواعد تكفل عدم العودة الى دوامة العنف كل بضع سنوات". هذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب عليكم مجابهته في هذا الظرف العصيب وأضاف أن "الورشة التربوية التي اطلقناها في الحكومة تهدف اولا وآخرا الى تنشئة جيل واعد، يستفيد من كل الأخطاء، ويخرج بالأفكار المثلى لبناء لبنان القوي، لبنان المستقل العصي على الأخطار."
دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى إبقاء الخلافات السياسية تحت سقف الممارسة الديمقراطية، والإرتقاء بالنقاش حول المسائل التي تتباين الأراء حيالها ، الى مستوى راقٍ يبقي ثقة جميع اللبنانيين، لاسيما الجيل الشاب منهم، قائمة بالمؤسسات الدستورية، ذلك ان اضعاف هذه المؤسسات او تعطيل دورها او التشكيك بشرعيتها التمثيلية، يؤثر سلبا على احد اهم مقومات صمود وطننا، ويدفع بشبابنا وشاباتنا الى اليأس من امكان التغيير او المشاركة في صنع المستقبل .
وشدد على أنه "إذا كنا نعوّل على المؤسسات التربوية، لاسيما الجامعية منها، فاننا لا نعفي انفسنا، نحن اهل السياسة والقيمون على مؤسسات الدولة، من مهمة اساسية علينا ان نقوم بها وهي توفير المناخات الملائمة لاجيالنا الطالعة كي تتمكن من الانصراف الى نهل العلم والمعرفة والخبرات، بعيدا عن التجاذبات والخلافات والصراعات التي تقلق شبابنا وشاباتنا وتحدث في نفوسهم ضياعا يوسع الهوة القائمة اساسا بينهم وبين الدولة، وقد يقودهم،ويا للاسف،الى اليأس والهجرة" .
ودعا "المؤسسات التربوية الى العمل على ترسيخ مفاهيم المواطنية الصحيحة بين الشباب اللبناني بعيدا عن الانقسامات والخلافات الظرفية التي يجب أن يكون الجيل الجديد في منأى عنها مستفيدا من أخطائنا ومن عبر الماضي".
كلام ميقاتي ورد خلال رعايته حفل إطلاق "الكرسي والماستر في إدارة السلامة المرورية" بدعوة من رئيس جامعة القديس يوسف الأب رينيه شاموسي ورئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة رينو ورئيس مؤسسة رينو كارلوس غصن، وذلك عند السادسة من مساء اليوم في قاعة فرانسوا باسيل، حرم الإبتكار والرياضة في جامعة القديس يوسف- طريق الشام.