ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها ان ما نعيشه ينذر بكوارث مختلفة، ولا يشير إلى أننا من أهل الإيمان، بل إننا نعايش المظاهر في الإيمان، ونعيش الشعارات والعناوين في واقع محزن وأليم".
وقال: "ما يحكى عن آفة المخدرات وعن حبوب الهلوسة، ما يحكى عن الزنى وعن السرقات وعن عمليات الاحتيال والنشل وخصوصا الغش في الضرورات الحياتية للمواطن، كل ذلك يجعلنا نتساءل بأي قيم؟ وأي أخلاقيات؟ وأي ضوابط إيمانية نتصرف على هذا النحو؟ لقد أصبح لدنيا عادة أن نتهم أعداء الأمة، الذين لا شك أنهم يسعون دائما وأبدا الى ضرب بنيان هذه الأمة، ولكن الأهم من ذلك أن هناك خللا حقيقيا في التزامنا، وفي إرادتنا الإيمانية، التي هي بعكس ما نترجمه في واقعنا اليوم، الخلل اليوم كامن في مجتمعنا، في أسرنا، في الرقابة، في التربية، في المحاسبة، في غياب المسؤولية الأخلاقية والدينية والإيمانية. نعم أيها الإخوة المسؤولية تقع على كاهلنا، كلنا مدعوون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كلنا مدعوون للإصلاح، ولنبذ المنكرات، فلنتحمل المسؤولية، ولنكن صادقين قبل كل شيء مع أنفسنا ومع ربنا".
أضاف: "من باب الإغداق وسنن الإنذارن وخوفا من العقاب نطل على مشهدنا اللبناني لنجد فيه من المأساويات ما يستدعي التوقف عندها والالتفات إليها بكل روية وصبر وأناة وبذل الجهود الصادقة لإيجاد الحلول الناجعة، بعيدا عن لغة النفاق والتكاذب والخداع، والواجب يفرض على كل القوى والقيادات السياسية الالتزام والتأكيد أمام اللبنانيين ولو لمرة واحدة بأنهم مؤتمنون قولا وفعلا على مصير البلاد وأمن العباد، فنحن أمام مرحلة مصيرية والتعامل معها بخفة وعدم دراية واستهتار سيودي بنا وبالصيغة اللبنانية إلى مخاطر لن يسلم منها أحد".
وتابع: "لذلك، نشدد على ضرورة إيقاف لعبة تقاذف كرة النار، واعتماد لغة العقل والقراءة الرصينة التي تسمح بإيجاد الكيفية الصحيحة للمعالجات السليمة، وبالتالي تحول دون صب الزيت على نار الانقسامات الطائفية والمذهبية، فالبلد يعاني أكثر من مشكلة وخصوصا على الصعيدين الاجتماعي والمعيشي، وحرام علينا جميعا أن نحمله أكثر مما يتحمل، كما لا يجوز أن نذهب به بعيدا في التمحورات الإقليمية والدولية. لذا نطالب جميع القيادات وخصوصا هذه الحكومة بأن تكون على قدر المرحلة وفي مستوى المتغيرات والتحولات التي تجتاح المنطقة، وأن تعمل على مواكبتها والتعامل معها بدقة متناهية وبحسابات وطنية صرفة كي تكون القرارات والمقررات منسجمة ومتناغمة ومصلحة لبنان العليا التي نراها بكل موضوعية وواقعية تندرج في سياق مناصرة سوريا ومساعدتها على تجاوز هذه المحنة التي اصطنعوها لها ويحاولون إدخالها في حروب أهلية تؤدي إلى تقسيم سوريا إلى دويلات متصارعة على غرار ما فعلوه في ليبيا وفي اليمن وفي العراق وفي السودان وفي مصر وقبلهم في لبنان، كما نطالب هذه الحكومة بكل مكوناتها واتجاهاتها السياسية بأن تخرج من لعبة شد الحبال وأن تضع حدا لكل التجذابات والمنازعات التي تعطل عملها، فالوقت ليس وقت الخصومات والتحدي والكيد، إنما هو وقت العمل والبحث في كيفية إنقاذ البلد وإعادة بناء الدولة".
ورأى المفتي قبلان "أن ما يجري على الحدود بين لبنان وسوريا أمر خطير جدا، وعلى الأجهزة الأمنية والقوى العسكرية أن تكون عينا ساهرة، فلا تتلكأ ولا تتقاعس في مراقبة الحدود وضبطها وصد محاولات التسلل المسلحة وغير المسلحة، فلبنان فيه من الأوكار ما يكفيه".
وقال: "وإلى الذين يحاولون الاتجار بالحالة الإنسانية لأهلنا وإخواننا من السوريين النازحين نقول لهم: إن الأجدى والأمثل لخدمة سوريا وشعبها هو أن نكون جميعا مع سوريا في مواجهة هذه الهجمة وإفشال هذه المؤامرة التي تستهدفنا جميعا".
.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
وما يذكر من قول الا ولديه رقيب عتيد
اذا كنت مستخدم لديك حسابات في جوجل يمكنك ترك تعليق
او الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني
ملاحظة هامة: ان الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما بذيئا أو تهجما على أي شخص أو جهة أو هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية
إن التعليقات الواردة أدناه لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وهي على مسؤولية أصحابها بشكل كامل