عممت قيادة الجيش - مديرية التوجيه نشرة توجيهية على العسكريين بعنوان "الحفاظ على مسيرة السلم الاهلي وتحصين الوطن من الاخطار".
ونص التعميم على ما يلي: "تستمر التطورات الاقليمية والدولية في التفاعل على خلفية عدة ملفات بدءا من الملف النووي الايراني والتهديد بمعالجته عسكريا وصولا الى الحراك الذي يشهده الشارع العربي، وتحديدا الجار الاقرب الى لبنان اي سوريا، وانتهاء بالاستحقاقات السياسية والانتخابية التي يتوقع ان يشهدها العالم هذا العام.
لم يكن لبنان يوما في منأى عن التطورات التي كانت تحصل في المنطقة، فهو في حكم تنوعه السياسي والثقافي كان ولا يزال يشكل واحة تعبير ديموقراطي قل نظيرها، واذا كانت التطورات قد أظهرت بوضوح مدى اتساع الخيارات لدى اللبنانيين ونظرتهم الى ما يجري حولهم، فان السياسة التي اتبعتها الحكومة اللبنانية حيال التطورات الاخيرة انما تنبع من ادراكها لحجم التحديات الطائفية والمذهبية التي باتت تحرك الشارع العربي، ومن ضمنه لبنان، ما ينذر بعواقب وخيمة في ما لو استفحل هذا الامر وتطور الى صراع مذهبي.
وفي موازاة سياسة الحكومة كان الرهان عليكم وما زال في منع وصول هذه التداعيات الى الشارع اللبناني، وبذلتم أقصى ما تملكون من رباطة جأش وصبر طول اناة في معالجة الحوادث التي كانت تفرخ هنا وهناك وعلى وقع التطورات الاقليمية، فسقط منكم شهداء وجرح آخرون ولم تلن عزيمتكم، لانكم تعرفون بأن العودة الى الوراء هي انتحار للجميع، وان التضحيات التي تبذلونها مهما عظمت تظل ارخص من التفريط بالوطن وضياعه ووقوعه في براثن الفوضى.
في أكثر من منطقة كانت تواجهكم تحديات وضغوطات لثنيكم عن متابعة أداء رسالتكم، مرة من خلال الحملات السياسية التي حاولت التقليل من حجم اصراركم على حماية ساحتكم الداخلية من ارتدادات الخارج، ومرة من خلال محاولة الايقاع بالعسكريين والنيل من مناعتهم الوطنية عن طريق اثارة الغرائز الدينية والمذهبية لدى بعضهم لحمله على سلوك خيارات فئوية لا تخدم مصحلة الجيش واللبنانيين جميعا، وهذه المحاولات البائسة مهما بلغت نتائجها فهي ساقطة حتما الى غير رجعة، كما ضحاياها ويبقى الجيش الذي لن يتهاون في حماية بنيانه حفاظا على ارواح الشهداء وآمال المواطنين.
ومن التحديات التي تواجهكم ايضا افتعال حوادث أمنية هنا وهناك لاستنزاف قدرتكم على تحمل الصعاب وعلى فرض الامن وحماية المواطنين، وآخر التحديات تمثل في التظاهرات التي شهدتها العاصمة الاحد في 4 آذار الحالي، والتي أثبتم فيها كما كنتم دائما بانكم قادرون على حماية انتقال المتظاهرين وأماكن تجمعهم والحؤول دون وقوع اي احتكاك في ما بينهم.
امام هذه الاخطار والتحديات، يعاهد الجيش ابناء الوطن انه لن يتراجع قيد انملة عن مسلماته الوطنية ودوره الجامع، وانه سيقوم بالخطوات الاستباقية كلها، وسيضرب بيد من حديد اي محاولة لاختراقه او للنيل من تماسك جنوده وولائهم، وسيتابع بحزم وقوة ملاحقة العابثين بالامن وبصيغة العيش المشترك بين اللبنانيين أينما وجدوا، والى اي جهة انتموا، وذلك حرصا على مصلحة الوطن والمواطنين في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.
وفي مواجهة التطورات المحتملة في المنطقة يراهن اللبنانيون على استمراركم في أداء الدور الذي تضطلعون به، سواء على الحدود في مواجهة العدو الاسرائيلي، او في الداخل لمنع الفتنة وحفظ الامن واغاثة المواطنين، وهم على ثقة انكم بوعيكم وتماسككم وتضحياتكم سيتجاوز الوطن استحقاقاته الصعبة، وان الايام المقبلة ستظهر للجميع ان ما تقوم به مؤسستكم هو المدخل الوحيد لبقاء الوطن والدولة ولنجاح اللبنانيين في الحفاظ على ارضهم ووحدتهم الوطنية".
.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
وما يذكر من قول الا ولديه رقيب عتيد
اذا كنت مستخدم لديك حسابات في جوجل يمكنك ترك تعليق
او الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني
ملاحظة هامة: ان الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما بذيئا أو تهجما على أي شخص أو جهة أو هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية
إن التعليقات الواردة أدناه لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وهي على مسؤولية أصحابها بشكل كامل