أحيا الجنوب وبلدة ميفدون وقناة الجديد، ذكرى مرور أسبوع على استشهاد الزميل المصور علي شعبان، بمهرجان تأبيني أقيم قبل ظهر اليوم في النادي الحسيني لبلدة ميفدون الجنوبية، حضره النواب: حسن فضل الله، علي بزي وعبداللطيف الزين، ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر، ممثل الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الشيخ علي جابر، محافظ النبطية القاضي محمود المولى، مفتي صور الجعفري القاضي حسن عبدالله، مسؤول منطقة الجنوب الثانية في "حزب الله" علي ضعون، عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي في الجنوب سرحان سرحان، ممثل حزب "البعث العربي الاشتراكي" في الجنوب فضل الله قانصو، المسؤول السياسي لحركة الشعب في الجنوب أسد غندور، المدير الاداري لقناة الجديد ابراهيم الحلبي ومدير العمليات سلام ابو مجاهد وعدد من الاعلاميين والعاملين في القناة، مسؤول وحدة المحامين في "حزب الله" المحامي ابراهيم عواضة، وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية والاجتماعية والروحية والنقابية، وقضاة، ورؤساء بلديات ومخاتير ومواطنين
بعد آي من الذكر الحكيم وكلمة تعريف وترحيب من الحاج عماد عواضة، ألقى النائب فضل الله كلمة "حزب الله" وأستهلها بالتعازي باسم الحزب من عائلة الشهيد شعبان، ومن أسرة قناة الجديد، وقال: "عمل علي في مهنة المتاعب التي قادته الى تلك المنطقة المضطربة، لينقل بالصوت والصورة الوقائع والاحداث في حدود فيها الكثير من الالتباسات، واريد لها ان تكون مفتوحة على جرح في بلاد اشقائنا في سوريا، وكان علي يريد ان يأتينا بالصورة وبالصوت، فقضى هناك شهيدا للصوت وللصورة وللاعلام" .
اضاف: "سيظل هذا الشهيد محفورا في ذاكرة الاعلام، ومن حقه علينا هنا نحن ان نعمل من اجل جلاء حقيقة صورته علنا نستطيع ان نطفىء بعضا من نار ملتهبة في قلب ام مفجوعة وصابرة وفي قلب اب صابر، وهذا لا يتم الا من خلال تحقيق جدي ومسؤول يكشف كل الملابسات ويزيل الالتباسات، وهذا من مسؤولية الحكومة اللبنانية بأجهزتها، ومن مسؤولية القضاء وهو تحقيق نريد للحكومة وللقضاء ان يعملا عليه بأسرع وقت ممكن من اجل ان تتبين كل الحقائق في هذه القضية التي صارت قضية الوطن وهي كانت محل استنكار من كل القوى والفئات، بعيدا من محاولات البعض من هنا او هناك تسييسها او تسجيل مواقف في هذه الخانة او تلك، وايضا كانت محل استنكار للدولة في سوريا وللشعب في سوريا، ونحن نريد لهذه القضية ان تنجلي بكل تفاصيلها من اجل الا يحاول اي احد ان يلعب على الجراح وان يلعب على الالام وعلى الدماء" .
وتابع فضل الله: "ما فقدناه هو شهيد لنا جميعا، خرج من هذه الارض ومن هذا التراب ومن هذه البيوت الطيبة المجاهدة المقاومة التي كانت على الدوام وجهتها في مواجهة العدو الاسرائيلي. نحن في لبنان لدينا عدو متربص يتحين الفرص وعدو واحد على حدودنا الجنوبية يتحين الفرص على بلدنا وعلى شعبنا وعلى دولتنا، هذا العدو الذي كان يمني النفس بفوضى وبحروب اهلية وبفتن من البوابة السورية ومن البوابات العربية الاخرى، ها هو في الايام القليلة الماضية يعلن عن خيبة امله نتيجة سقوط رهاناته واوهامه واحلامه بامكانية محاصرة هذه المقاومة او عزل هذه المقاومة، فعاد الى لغة التصعيد والتهويل معتقدا ان هذه المقاومة يمكن ان يغمض لها عين عما يحصل على حدودنا، ابدا، هذه المقاومة مهما كانت التطورات ومهما كانت الاحداث لا يمكن ان يغمض لها جفن عما يتربص بلبنان من هذا العدو الذي لا يزال هو مصدر التهديد الوحيد والخطر الوحيد على جنوبنا وعلى بلدنا وعلى وطننا".
واشار الى "اننا ونحن نؤبن شهيد الاعلام نريد ان نتطلع الى المخاطر التي تستهدف امتنا على مستوى العالم العربي والاسلامي، هذه المخاطر التي ارادت الادارة الاميركية ان تستجمعها من خلال اثارة الفتنة في صفوف ابناء امتنا ومن خلال حرف البوصلة عن اتجاهها الصحيح ليتمكن العدو من الاستيلاء على الارض في فلسطين، ومن اجل ان ننشغل جميعا بجراحاتنا والامنا وازماتنا ولا نلتفت لما يحصل من حولنا، لكن المقاومة كانت دائما متنبهة الى هذا الخطر والى هذا المشروع، وهي اليوم تريد ان تؤكد للامة جميعها ان البوصلة هي في اتجاه فلسطين وليس باتجاه اخر، لان ما يريده اعداء هذه الامة هو التفتيش، وما يريده العدو الاسرائيلي هو ضرب وحدتنا وتلاحمنا وتوافقنا وتفاهمنا، لذلك نحن دائما من دعاة التلاقي الوطني والتفاهم الوطني ومد اليد والحرص على الحوار واللقاء بعيدا عن كل الرهانات والاوهام التي لا تزال تعشعش في اذهان البعض بامكانية انتظار متغير هنا او تطور هنا للانقضاض مجددا على الدولة وعلى السلطة. هذا رهان خاسر لا يمكن ان يوصلنا الى نتيجة، نحن في لبنان نقول ان المعادلة الوطنية تنشأ بارادة وطنية وتفاهم وطني، وان دورنا على مستوى ما يجري من حولنا هو العمل على التخفيف من الجراحات والالام" .
وقال: "من كان لديه كلمة في السياسة، فلتكن كلمة طيبة ولتكن كلمة توحد ولا تأخذ الامة الى مزيد من الانقسامات والى مزيد من الفتن والمشكلات، وهذا ما نحتاجه على مستوى وطننا وعلى مستوى شرائح مجتمعنا. لذلك دعوتنا الدائمة لكي نعود الى لغة العقل والى لغة الحوار والى لغة وطنية جامعة تبعدنا عن كل المناخات المتشنجة وعن كل هذه الاوهام التي لا طائل منها، ونحن نؤبن شهيد الاعلام وشهيد الصحافة اللبنانية الذي صار بحجم شهيد الوطن من خلال كل هذا الالتفاف وبالاخص هنا، نتطلع دائما الى عناصر القوة في مجتمعنا والى عناصر الوحدة، وعلينا ان نبحث عنها بدل ان نبحث عن اي عناصر اخرى" .
وختم فضل الله: "في هذه المناسبة الاليمة لا بد مجددا من تقديم التعزية والمواساة باسم "حزب الله" الى العائلة المفجوعة والى اسرته الكبيرة، اسرة الاعلام والى اسرته التي عمل فيها في قناة الجديد" .
ثم كانت كلمة النائب بزي الذي قدم التعازي باسم حركة "أمل" والرئيس نبيه بري لاسرة الشهيد ولقناة الجديد وقال: "كثيرون ربما حاولوا في الايام الماضية العزف على شهادة علي شعبان، وكثيرون حاولوا استغلال هذا القتل، وكثيرون بدأوا كعادتهم بالثرثرة واجترار الكلمات في مثل هذه المناسبات، وحدها دمعة الام، ووحدها غصة الاب ووحدها الاسرة ووحدها تلك العروس التي كانت تنتظر ثوب الزفاف ويوم اللقاء، هذه هي الدمعة الكبيرة بحجم الشهادة وبحجم هذه المأساة، لذلك نجدد دعوتنا الى ان نرتقي بلغتنا وبانفعالاتنا وبمشاعرنا وبصدق احاسيسنا الى مستوى هذه الشهادة. لنطالب مجددا الحكومة اللبنانية والاجهزة الامنية والقضائية المختصة بجلاء كل الملابسات حول هذه الجريمة - المأساة ومن أجل ان يكون التحقيق جديا لكي نفي هذه الاسرة الكريمة وهذا الشهيد ولكي نفي الاعلام بشكل عام وزملاء الشهيد علي بشكل خاص حقهم في هذا المجال. لذلك نحن لم نسكت وقت هذه الجريمة، ولن نسكت الان في اصرارنا وتأكيدنا وعزيمتنا على فتح هذا التحقيق الجدي الذي بدأ بالامس القريب في هذه الجريمة لكي يتم وضع النقاط على الحروف في هذا المجال" .
اضاف: "من بوابة الجنوب، ومن هذا البيت العتيق والعريق في اصالته وانتمائه وألتزامه، ومن هذه العائلة المسؤولة التي قدمت اكثر من شهيد واكثر من مظلوم واكثر من موقف، وكلنا نعتبر ان الحدود الوحيدة التي نعتبرها حدودنا مع عدو، عدو لثقافتنا ولتاريخنا ولعقيدتنا وعدو ترابنا ولشهدائنا ودمنا ولحاضرنا ولمستقبلنا، هذه الحدود هي مع عدونا الوحيد اسرائيل، فلا يستبدلن أحد هذه الحدود مع محاولة واصطناع وخلق عدو اخر على حدودنا مع سوريا، والبعض يحاول ان يخلق عدوا للامة العربية والاسرائيلية يتجسد في ايران، والبعض الاخر يحاول ان يخلق عدوا آخر هو بين قوسين كما يسمونه العدو السوري، ونسوا ان هناك عدوا واحدا لكل الامة العربية والاسلامية ولدماء الشهيد علي شعبان وغيره من الشهداء هو العدو الاسرائيلي" .
وتابع: "فلنرتق بادائنا وخطاباتنا ومواقفنا الى مستوى دقة وخطورة وحراجة اللحظة السياسية التي يعيشها البلد والتي تعيشها المنطقة، ولنأت معا وسويا الى كلمة سواء، هذا الجرح هو جرحنا، وهذا الدم هو دمنا، وهذا الاب هو أبنا، وهذا الوطن الحبيب هو وطننا جميعا، فلنتق الله في استعمال اللغة التي يجب ان توحد فيما بيننا ولنبتعد عن اللغة التي تفرق والتي تثير الغرائز والعصبيات والانقسامات والتجاذبات والمساجلات والاصطفافات، وهذه اللغة جربناها على مدى عقود في لبنان ولم تبن وطنا ولم تعلق ثقة الانسان بمؤسساته وبوطنه، فقط اللغة الوحيدة التي عملنا من اجلها لان تكون والتي اعتبرها السيد موسى الصدر انها افضل وجوه الحرب ضد العدو الاسرائيلي، هذه اللغة هي لغة تدعيم اواصر الوحدة الوطنية الداخلية في وقت وعصر يراد تفتيت المنطقة واثارة الفتن على مستوى المذاهب والطوائف، وان كنا نقر بأن المذاهب والطوائف اكثر من ضرورة وحاجة ماسة الى التنوع والغنى في لبنان، الا اننا نؤكد ضرر الطائفية والمذهبية في المواقف السياسية وفي المقاربات الدينية في هذا المجال" .
ثم كانت عظة دينية لامام بلدة ميفدون الشيخ حسان رطيل، ومجلس عزاء حسيني للشيخ حسن بحمد. ثم زار الشيخ علي جابر عائلة الشهيد في منزلهم وقدم واجب العزاء الشخصي باسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كما قام وفد من قناة الجديد برئاسة المدير الاداري فيها ابراهيم الحلبي بقراءة سورة الفاتحة على ضريح الشهيد شعبان ووضعوا أكليلا من الزهر عليه. وتحدث الحلبي امام الزملاء معاهدا الشهيد شعبان أن "يبقى في ذاكرتنا، نحمل رسالته، ونصون دمه الطاهر الذي سقط لنبقى ويبقى هذا الوطن عزيزا كريما" ، مشددا على كشف ملابسات جريمة قتله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
وما يذكر من قول الا ولديه رقيب عتيد
اذا كنت مستخدم لديك حسابات في جوجل يمكنك ترك تعليق
او الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني
ملاحظة هامة: ان الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما بذيئا أو تهجما على أي شخص أو جهة أو هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية
إن التعليقات الواردة أدناه لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وهي على مسؤولية أصحابها بشكل كامل